حرية التعبير في الدول المغاربية: تنافر بين النصوص القانونية والممارسة القضائية

على الرغم من أن جزءا كبيرا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهد انزلاقا ملحوظا، على مدى السنوات الماضية، نحو مزيد من الإستبداد وعدم الاستقرار والنزاع العنيف في أعقاب الإنتفاضات الشعبية . علما أن العديد من هذه المكاسب كانت وراءها 2011في المنطقة، فقد تحققت مكاسب كبيرة منذ عام الأوساط الإعلامية والمجتمع المدني، التي تقاوم الآن أشكالا جديدة من السيطرة والقمع. ومع ذلك، لا تزال العديد من الجهات الفاعلة ذات التوجه الإصلاحي تعمل في فضاء رغم اتسامه بالانغلاق، فانه لم يكن متاحا من قبل في معظم الحالات.
، أقرت في دول المغرب العربي ضمانات دستورية وقانونية جديدة لحرية 2011وفي أعقاب انتفاضات عام التعبير والإعلام. ومع ذلك، فإن الحقوق والحريات التي ضمنتها القوانين الجديدة لا تزال تواجه تحديا بسبب عدائية السلطات المسؤولة عن حماية حقوق الانسان وممارسة قضائية ما انفكت تفتقر الى الاصلاح. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الحقوق ودعاتها يتعرضون الى المزيد من التشويه والادعاء بأنهم يهددون الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى الصعيد العالمي.
وفي حين أن احتمالات الإصلاح الفعال للإطار القانوني لوساءل الإعلام والممارسة القضائية من أجل حماية حرية التعبير وضمان سلامة الصحفيين تبدو محدودة في السنوات القادمة، إلا أن هناك مساحة وتصميما على المضي قدما في برنامج لتعزيز الإصلاحات القانونية والهيكلية.
ورفع أربعة خبراء في القانون التحدي المتمثل في انجاز دراسة تعرض بايجاز الأطر القانونية وكذلك النقاط المثيرة للتوتر. ووضعوا توصيات رئيسية لمعالجة أوجه القصور في القانون أو الممارسة. وهذه التوصيات هي أداة تستخدمها المنظمات غير الحكومية والمدافعون عن حقوق الإنسان لمتابعة أعمالهم المهمة في مجال كسب التأيد لقضايا حقوقية.
تعتبرهذه الوثيقة ثمرة شراكة بين الجمعية التونسية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية، والمنظمة الدولية لدعم الإعلام. وتندرج ضمن مبادرة إصلاح قوانين الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، .)menamedialaw.org(
التي تعمل كمنتدى مركزي، يجمع بين خبراء في القانون ومنظمات من المجتمع المدني وشركاء اخرين لهم مصلحة في المزيد من الاصلاحات القانونية والتنظيمية الملحة في مجال الاعلام ومناصرتها.
كما يمكن اعتبار هذه الوثيقة أيضا محاولة ووسيلة لبلوغ مزيد من الوضوح وتوسيع دائرة الوعي والالتزام وتوفير معلومات مفيدة لحملات كسب التأييد والمناصرة.